دور الوقاية المدنية في الحفاظ على سلامة المواطنين و ممتلكاتهم.
الوقاية
المدنية كجهاز منوطة به مهمة اتخاذ التدابير من اجل سلامة المواطنين و حفظ
الممتلكات، يلعب دور حيوي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
المطلب الأول: تجليات الحفاظ على سلامة المواطنين و
ممتلكاتهم
1- تدبير المخاطر بالتفادي و تدارك.
1-1)التفادي:
وهي
مقاربة تقنية لدراسة المخاطر، حيث تحرص الوقاية المدنية من خلال مشاركتها في لجان
التعمير على تطبيق معايير السلامة في البنايات المستقبلة للجمهور و البنايات
الشاهقة و المؤسسات الصناعية، وتحسيس و إشعار العموم بمشكل السلامة. وكذلك القيام
بزيارات في إطار اللجان المخصصة لذلك إلى المؤسسات خصوصا المستقبلة للجمهور و
الوحدات الصناعية و الوقوف على كل الاختلال في مجال السلامة.
1-2)التدارك:
بغية
تعزيز الاستعداد للكوارث و بغية التصدي لها بفاعلية على جميع المستويات، فان
الوقاية المدنية تحرص على وضع وتفعيل تصاميم الإغاثة و تصاميم الاستعجال، على سبيل
المثال تصميم"تنظيم الإغاثة أثناء الكوارث" حيث يمكن هذا التصميم من
التنسيق و تبادل المعلومات بين جميع المتدخلين من الوقاية المدنية، التعاون
الوطني، الصحة العمومية، الشباب و الرياضة.......و مراجعة هذا التصميم و التدريب
عليه بتمارين محاكاة تبقى ذات أهمية،و من مهامه:
-
تكوين مراكز الإيواء و مخيمات الإقامة.
-
استقبال، تجمع و طمأنة المنكوبين.
-
توزيع المواد الأساسية للعيش(ماء،غطاء.......).
-
حل مشاكل الغداء للمرضى و الأطفال.....
2- التحسيس بالمخاطر:
ينظم
جهاز الوقاية المدنية في فاتح مارس من كل سنة أيام الأبواب المفتوحة في وحدات
الوقاية المدنية لتحسيس السكان بدور هذه المؤسسة في إنقاذ الأرواح و كذلك لتحسيس
المواطن بمختلف الأخطار و بالسلوك الأمثل في مواجهة مختلف الحوادث و الحالات.
3- حفظ السلامة الطرقية:
تحقيقا
لهذه الغاية فان الوقاية المدنية و إيمانا منها بان مهمة الوقاية المدنية هي مهمة
ذات مقاربة تشاركية، عقدت اتفاقية مع الشركة الوطنية للطرق السيارة تهدف إلى تحسين
مدة تدخل الوقاية المدنية أثناء الحوادث في الشبكة الطرقية وذلك ضمانا للسلامة و
السيولة و الراحة لمستعملي طرق السيار.
4- إخماد الحرائق و إنقاذ
الساكنة:
في
إطار مهمتها النبيلة المتمثلة في الوقاية و حماية المواطنين و الممتلكات و التي لا
يحتاج تفانيها و إخلاصها في القيام بهذه العمل إلى إثبات، فان جهاز الوقاية
المدنية يكون على أهبة الاستعداد ليلا و نهارا للتدخل من اجل إخماد الحرائق و
انقاد الناس.
5- التدخل أثناء
الفيضانات :
ظهر
الدور القوي لجهاز الوقاية المدنية جليا أثناء الفيضانات التي عرفها المغرب، فيضانات
الغرب سنة 2009 و فيضانات الجنوب سنة 2014 و التي أسفرت للأسف عن مقتل العديد من
الأشخاص و دمار و خراب البنية التحتية، وانقطاع حركة السير و التيار الكهربائي.
فخلال
فيضانات الجنوب لسنة 2014، تجندت عناصر الوقاية المدنية لدعم الوحدات المتواجدة في
المنطقة بالوسائل البشرية و العتاد اللازمين للتدخل و كذلك تقديم المساعدة
للساكنة، خصوصا أن شبكة توزيع الماء الصالح للشرب في سيدي افني تضررت، فقام جهاز
الوقاية المدنية بإرسال وحدات لإنتاج الماء الصالح للشرب و توزيع الماء على
المواطنين عن طريق شاحنات صهريجية وجلب المياه من مدينة تزنيت.
وفي
فيضانات الغرب لسنة 2009، قام جهاز الوقاية المدنية بإيواء أكثر من 20000 مواطن من
المنكوبين وتوزيع الأغطية و الخيام و كذلك توزيع الأغذية على المنكوبين.
6- إنشاء مستودعات
التخزين:
في
إطار استعداد جهاز الوقاية المدنية لتدبير المخاطر التكنولوجية و الكوارث
الطبيعية، قام الجهاز بإنشاء مستودعات للتخزين المواد الأساسية للحياة من أغطية و
أسرة و الخيام لإيواء المنكوبين و دعمهم على المستوى الجهوي.
7- سلامة أماكن التجمهر:
يقوم
جهاز الوقاية المدنية بالحفاظ على النظام العام في أماكن تجمهر المواطنين
كالمهرجانات الصيفية بالحضور الوقائي ضمانا لسلامة المواطنين وتقديم المساعدة
الطبية لهم.
8- الوقاية من الأمراض
الوبائية:
يقوم
جهاز الوقاية المدنية باتخاذ جملة من الإجراءات الاستباقية للوقاية من الأمراض ذات
الطبيعة الوبائية، كالسارس (الالتهاب الرئوي الحاد)،الأنفلونزا الخنازير،حيث قام
جهاز الوقاية المدنية بشراكة مع الدرك الملكي بإنشاء وحدة لصناعة الأقنعة و إحداث
مركز لمكافحة الجراد.
المطلب الثاني :نمادج
1- زلزال مدينة الحسيمة.
اثر
الهزات الأرضية المتتالية التي سجلت سنة 2016 في كل من مدينتي الناضور و الحسيمة،
اتخذ جهاز الوقاية المدنية عدة تدابير حيث أرسل وحدة البحث و الإنقاذ في المناطق
الحضرية لتعزيز الوسائل البشرية و اللوجستيكية بمدينة الحسيمة تحسبا لأي طارئ.
حيث
كانت هذه الوحدات مكونة من:
- فريق قيادة عمليات الإنقاذ.
-
عدة فرق للإنقاذ تحت الأنقاض.
-
فرق البحث التقني.
-
فرق بحت مختصة بالبحت بالكلاب.
-
فرق طبية.
-
فريق مختص في اللوجيستيك.
كما
قام جهاز الوقاية المدنية بإرسال التعزيزات من الوسائل البشرية و اللوجستيكية من
معدات الإغاثة و الإنقاذ والمساعدة التقنية إلى الوحدات المتواجدة في المدينتين.
كما
أرسل وسائل الإيواء من خيم و أغطية و أسرة إلى المستودعات المتواجدة في المنطقة
الشمالية للمملكة بالناضور، العرائش، فاس والحسيمة.
2- فيضانات المنطقة
الجنوبية للمملكة سنة 2014
في
المطلب الأول من البحت تطرقنا إلى دور الوقاية المدنية في حفظ النظام العام من
خلال تدبير الكوارث الطبيعة كالفيضانات، حيث فيضانات مدمرة في كل من مدينة كلميم،
سيدي افني وتزنيت....صاحبتها انهيارات منشات وبنيات تحتية من قناطر و الطرق،حيت
عاشت كل من مدينة كلميم و سيدي افني في حالة عزلة و انقطع الماء الصالح للشرب على
السكان مما هدد باندلاع احتجاجات قد تمس بالنظام العام.
2- 1 إنقاذ المنكوبين׃قامت الوقاية المدنية بتنسيق مع كل الجهات
المختصة في الوقت المناسب بمباشرة عملية الإنقاذ الجوية و البرية، حيث تمكنت فرق
الإنقاذ من إغاثة أكثر من 200شخص كانوا في حالة الخطر. وذلك بواسطة مروحيات تابعة
للقوات المسلحة الملكية و الدرك الملكي،إضافة إلى الزوارق و آليات الإنقاذ.
2- 2 دعم السكان المتضررين׃
تجلى هذا الدعم في تقديم الحاجيات الضرورية للحياة، حيث قامت الوقاية المدنية بجلب
المياه و توزيعها على السكان بواسطة وضعها في حاويات داخل الأحياء المنكوبة بعد
مراقبتها من طرف المصالح الطبية.
ووزعت
الوقاية المدنية خلال الفترة ما بين 02 و07 دجنبر 2014 ما يقارب 2 مليون لتر من
المياه في مدينة سيدي افني
كما وزعت حوالي 8000 من الأغطية و 1000 خيمة من اجل
السكان الذين انهارت منازلهم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire